أصبحت الجرائم المعلوماتية واحدةً من أبرز التحديات التي تواجه الأفراد والشركات في السعودية. من اختراق الحسابات إلى التشهير الإلكتروني وسرقة البيانات، تتنوع صور هذه الجرائم. ولذلك فرض نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في السعودية عقوبات قانونية وحدد الإجراءات القانونية في قضايا الجرائم الإلكترونية. تابع القراءة لتتعرف على تفاصيل النظام، والعقوبات، وأبرز أنواع تلك الجرائم.

محتويات الصفحة
ما هي الجرائم المعلوماتية؟
الجرائم المعلوماتية هي الأنشطة غير القانونية التي يتم تنفيذها باستخدام الأجهزة الإلكترونية أو الإنترنت، وقد شهدت تطوراً سريعاً مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا. تشمل الجرائم معلوماتية مجموعة متنوعة من الأفعال مثل التجسس الإلكتروني، الذي يعني الوصول غير المصرح به إلى المعلومات الحساسة، والاحتيال الإلكتروني الذي يتم من خلاله سرقة الأموال أو البيانات الشخصية.
وتشمل أيضاً الاختراقات الرقمية التي تهدف إلى تعطيل الأنظمة أو الوصول إلى بيانات محمية. من أمثلة الجرائم الإلكترونية الأخرى:
- الابتزاز الإلكتروني: استخدام المعلومات المسروقة لتهديد الضحايا.
- التشهير الإلكتروني: استخدام وسائل التواصل لنشر معلومات مضللة.
- التصيد الاحتيالي: محاولة سرقة بيانات المستخدمين عن طريق انتحال هوية أو تزييف المواقع الإلكترونية.
- البرمجيات الخبيثة: انتشار الفيروسات أو البرمجيات التي تضر بأنظمة الحاسوب.
تتزايد هذه الجرائم مع تزايد استخدام الإنترنت، مما يستدعي تدابير قانونية صارمة لمواجهتها وضمان حماية الأفراد والمجتمع.
نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في السعودية
أُقر نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية في عام 2007 بهدف حماية المجتمع من الجرائم الإلكترونية التي تستهدف الأفراد والمؤسسات على حد سواء. يضع النظام إطاراً قانونياً لمعالجة الجرائم الإلكترونية ويحدد عقوبة الجرائم المعلوماتية في السعودية.
- تحقيق الأمن المعلوماتي.
- حفظ الحقوق المترتبة على الاستخدام المشروع للحاسبات الآلية والشبكات المعلوماتية.
- حماية الاقتصاد الوطني والمصلحة العامة والأخلاق والآداب العامة.
- مكافحة الابتزاز في السعودية.
يشمل النظام عدة مواد تتناول الجرائم المعلوماتية، مثل:
- التجسس الإلكتروني: يعاقب النظام كل من يقوم بالتجسس على المعلومات الشخصية أو الحكومية دون إذن، ويعتمد على تقنيات مبتكرة لاكتشاف هذه الجرائم.
- الاحتيال الإلكتروني: يعاقب النظام مرتكبي الجرائم التي تستهدف سرقة الأموال أو البيانات عبر الإنترنت، ويشمل ذلك الاحتيال في المعاملات التجارية.
- الاختراقات الرقمية: يعاقب النظام كل من يهاجم الأنظمة الإلكترونية أو يسبب تعطيلاً في الخدمة.
- التحريض على الجرائم الإلكترونية: يعاقب من يروج للأنشطة غير القانونية عبر الإنترنت، مثل توزيع الفيروسات أو البرمجيات الخبيثة.
- انتهاك القيم العامة: مثل إنتاج، نشر، أو تداول أي محتوى إلكتروني يضر بالنظام العام أو القيم الدينية أو الآداب العامة.
تهدف هذه القوانين إلى تقليص تأثير الجرائم الإلكترونية على المجتمع السعودي وتعزيز الأمن الرقمي.
العقوبات على الجرائم المعلوماتية
تعد العقوبات على الجرائم المعلوماتية في المملكة العربية السعودية من بين الأشد في المنطقة، حيث يفرض نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية عقوبات صارمة على كل من يُدان بارتكاب هذه الجرائم. يمكن تقسيم العقوبات إلى:
- السجن: قد تتراوح مدة السجن من عدة أشهر إلى خمس سنوات، وفقاً لنوع الجريمة المرتكبة. على سبيل المثال، قد يعاقب من يقوم بالتجسس الإلكتروني بالسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات.
- الغرامات المالية: قد تفرض المحكمة غرامات مالية تتراوح بين عشرين ألف ريال سعودي إلى مليون ريال، حسب خطورة الجريمة مثل غرامة التشهير في السعودية.
- تعويضات للمتضررين: يحق للأشخاص المتضررين من الجرائم الإلكترونية رفع دعوى رد الاعتبار والتعويض، مثل الأشخاص الذين تم التشهير بهم أو ابتزازهم.
وفيما يلي بعض الأمثلة عن العقوبات:
- جرائم الدخول غير المشروع أو التخريب: تتراوح العقوبات بين السجن لمدة لا تزيد على أربع سنوات وغرامة تصل إلى ثلاثة ملايين ريال،: وذلك في جرائم مثل الدخول غير المشروع لحذف أو تعديل البيانات، أو تعطيل الأنظمة المعلوماتية، أو تشويش الخدمات.
- جرائم مثل التنصت، الابتزاز، الدخول غير المشروع، والتشهير: عقوبتها تصل إلى السجن لمدة سنة وغرامة 500 ألف ريال.
- جرائم الإرهاب والتطرف: تصل عقوباتها إلى السجن لمدة لا تزيد على عشر سنوات وغرامة تصل إلى خمسة ملايين ريال،: في جرائم مثل إنشاء مواقع إلكترونية لمنظمات إرهابية، أو الدخول غير المشروع إلى مواقع حكومية لتهديد أمن الدولة واقتصادها.
- جرائم الاتجار والترويج غير القانوني: يمكن أن تصل العقوبات إلى السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامات تصل إلى ثلاثة ملايين ريال،: في جرائم مثل إنشاء مواقع لترويج المخدرات أو تسهيل الإتجار بالبشر أو إنتاج محتوى منافٍ للآداب العامة.
- جرائم النصب والاحتيال في السعودية: يمكن أن تصل العقوبات إلى السجن لمدة لا تزيد على ثلاث سنوات وغرامة تصل إلى مليوني ريال،: في جرائم مثل الاحتيال والاستيلاء على الأموال باستخدام اسم كاذب أو انتحال شخصية
تسهم هذه العقوبات في ردع الأفراد عن ارتكاب الجرائم المعلوماتية، مما يساهم في الحفاظ على الأمان الرقمي.
التجسس الإلكتروني: مفهومه وعواقبه القانونية
يُعتبر التجسس الإلكتروني من أخطر الجرائم المعلوماتية التي تهدد الأفراد والشركات، حيث يتضمن هذا النوع من الجرائم الوصول غير المصرح به إلى بيانات حساسة عبر الإنترنت أو من خلال الأجهزة الإلكترونية. قد يشمل التجسس الإلكتروني:
- التسلل إلى الأجهزة: مثل الدخول غير القانوني إلى أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف الذكية للوصول إلى الرسائل أو الملفات الخاصة.
- التنصت على المكالمات: اعتراض وتسجيل المكالمات الهاتفية دون علم أصحابها.
- سرقة البيانات: جمع البيانات الشخصية أو الحكومية لاستخدامها لأغراض غير قانونية.
- مراقبة الإنترنت: مراقبة أنشطة الإنترنت للأفراد أو المؤسسات بشكل غير قانوني.
يتم معاقبة مرتكبي هذه الجرائم وفقاً لنظام مكافحة الجرائم المعلوماتية، حيث قد تصل العقوبات إلى السجن لمدة 4 سنوات وغرامة لا تزيد عن ثلاثة ملايين ريال سعودي، مما يعكس مدى خطورة هذه الأفعال على أمن الأفراد وخصوصياتهم.
التحقيق في الجرائم الإلكترونية ودور التحقيق الجنائي الرقمي
التحقيق الجنائي الرقمي يعد من الأدوات الأساسية لمكافحة الجرائم المعلوماتية، حيث يعتمد المحققون على التقنيات المتقدمة لفحص الأدلة الرقمية واستخلاص المعلومات اللازمة للكشف عن الجريمة. تشمل خطوات التحقيق الجنائي الرقمي:
- تحليل الأدلة الرقمية: مثل تحليل البيانات الموجودة على الحواسيب أو الهواتف الذكية للكشف عن أدلة الجريمة.
- استعادة المعلومات المحذوفة: البحث عن الملفات المحذوفة أو البيانات المشفرة التي قد تكون مرتبطة بالجريمة.
- متابعة النشاطات الرقمية: تتبع الأنشطة الرقمية على الإنترنت مثل المواقع التي تم زيارتها أو الرسائل المرسلة.
- البحث في الشبكات: مراقبة الأنشطة على الشبكات الاجتماعية أو شبكات الإنترنت لاكتشاف المجرمين.
- استجواب المشتبه بهم والشهود: يتضمن استجواب الأطراف المعنية في القضية لفهم ملابسات الجريمة وجمع المعلومات الإضافية.
- إعداد التقارير: يهدف إلى بناء قضية جنائية مدعومة بالأدلة الرقمية لتقديمها إلى المحكمة المختصة.
يعتبر هذا النوع من التحقيق حاسماً في توفير الأدلة اللازمة لإثبات الجريمة وتقديم الجناة إلى العدالة.
كيفية البلاغ عن الجرائم الإلكترونية في السعودية
في حالة تعرض الأفراد أو المؤسسات للجرائم الإلكترونية، يمكنهم تقديم بلاغ عن الجرائم الإلكترونية من خلال:
- منصة البلاغات الإلكترونية: التي تتيح تقديم بلاغات مباشرة عبر الإنترنت للجهات المختصة مثل منصة أبشر.
- التواصل مع الشرطة: يمكن تقديم البلاغات مباشرة إلى الشرطة أو من خلال التطبيقات المعتمدة من الحكومة السعودية.
- الاتصال الهاتفي: اتصل بالرقم الموحد 1909 لتقديم البلاغ.
يساهم هذا النظام في تسهيل كيفية مواجهة الجرائم الالكترونية والإبلاغ عن الجرائم الرقمية وحماية الأفراد والمجتمع من تأثيرات الجرائم الإلكترونية.
الاحتيال الإلكتروني: أبرز أساليبه وكيفية حماية نفسك منها
الاحتيال الإلكتروني هو جريمة معلوماتية تهدف إلى خداع الأشخاص أو الشركات عبر الإنترنت للحصول على معلومات حساسة أو أموال. من أبرز أساليبه:
- التصيد الاحتيالي: إرسال رسائل مزيفة تدعي أنها من مصدر موثوق للحصول على معلومات شخصية أو مالية.
- الإعلانات المزيفة: إعلانات كاذبة تهدف لسرقة الأموال عبر بيع منتجات غير موجودة.
- المواقع المزيفة: إنشاء مواقع وهمية تشبه مواقع الشركات الشهيرة لجمع المعلومات.
- البرمجيات الخبيثة: روابط أو مرفقات تحتوي على برامج ضارة تتيح للمهاجمين الوصول إلى بياناتك.
لحماية نفسك من الاحتيال الإلكتروني:
- كن حذراً عند فتح رسائل غير متوقعة وتحقق من مصداقية الروابط والمرفقات.
- تأكد من صحة المواقع الإلكترونية باستخدام “https”.
- استخدم كلمات مرور قوية وفعّل المصادقة الثنائية لزيادة الأمان.
- تحديث البرمجيات بانتظام لحماية جهازك من الفيروسات.
- إبلاغ الجهات المعنية في حال تعرضك للاحتيال.
باتباع هذه الإجراءات، يمكنك تقليل خطر الوقوع ضحية للاحتيال الإلكتروني وحماية بياناتك الشخصية.
الأدوات والتقنيات الحديثة في مكافحة الجرائم الإلكترونية
تطورت الأدوات والتقنيات لمكافحة الجرائم الإلكترونية بشكل كبير لتعزيز الأمن الرقمي في المملكة. من أبرز هذه التقنيات:
- الذكاء الاصطناعي (AI): يكتشف الأنشطة المشبوهة على الإنترنت ويحلل الأنماط السلوكية للكشف عن الاحتيال والاختراق.
- أنظمة الكشف عن التسلل (IDS/IPS): تراقب الشبكات لاكتشاف أي نشاط غير طبيعي أو محاولة اختراق.
- التشفير المتقدم: يحمي البيانات والمعلومات الحساسة من السرقة أو التلاعب.
- تحليل الأدلة الرقمية: يستعيد البيانات المحذوفة ويحلل الأجهزة المشتبه بها للكشف عن الجرائم.
- الحوسبة السحابية وتقنيات التوثيق البيومتري: توفر حماية للبيانات وتوثيق الهوية عبر التعرف على الوجه أو بصمة الصوت.
تعتمد هذه التقنيات على الابتكار لتعزيز الأمان الرقمي والحد من الجرائم المعلوماتية.
الأسئلة الشائعة حول الجرائم المعلوماتية
ما هي الجرائم المعلوماتية؟
الجرائم المعلوماتية هي الأنشطة غير القانونية التي تتم باستخدام الإنترنت أو الأجهزة الإلكترونية، مثل التجسس الإلكتروني أو الاختراقات الرقمية.
ما هو نظام مكافحة الجرائم المعلوماتية؟
هو قانون سعودي يهدف إلى حماية الأفراد من الجرائم الرقمية، وتحديد عقوبات صارمة ضد المجرمين الإلكترونيين.
ما هي العقوبات على الجرائم المعلوماتية في السعودية؟
تتراوح عقوبات الجرائم المعلوماتية في السعودية من السجن لمدة سنة إلى 10 سنوات وغرامة من 500,000 إلى 5 ملايين ريال، وتختلف العقوبة بحسب نوع الجريمة المرتكبة.
كيف يتم التحقيق في الجرائم الإلكترونية؟
يتم التحقيق باستخدام التحقيق الجنائي الرقمي، حيث يتم تحليل الأدلة الرقمية مثل الأجهزة والبيانات عبر الإنترنت.
ما هو التجسس الإلكتروني؟
هو الوصول غير المصرح به إلى البيانات أو المعلومات الخاصة عبر الإنترنت أو من خلال الأجهزة الرقمية.
ختاماً نشكر لك زيارة مقالنا.
مكافحة الجرائم المعلوماتية: 3 طرق للبلاغ عنها وعقوبتها 2025.
ختاماً، من الضروري التذكر أن الجرائم المعلوماتية لا تُواجه بشكلٍ ارتجالي بل بالمعرفة القانونية الدقيقة والإجراءات الصحيحة.. لذلك فإنه من الضروري جداً استشارة محامي جرائم إلكترونية جدة لتقديم شرح نظام الجرائم المعلوماتية وتمثيلك أمام الجهات المختصة عند الحاجة.
المصادر والمراجع الرسمية:




